منتدى الامورة ميرنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
romanynash
مشرف مميز
مشرف مميز
ذكر
عدد الرسائل : 96
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 07/06/2010

جان ماري فيانيه - خوري آرس شفيع السنة الكهنوتية Empty جان ماري فيانيه - خوري آرس شفيع السنة الكهنوتية

الخميس يونيو 10, 2010 12:26 am
جان ماري فيانيه - خوري آرس شفيع السنة الكهنوتية

باريس، الخميس 2 يوليو 2009 (Zenit.org). – ننشر في ما يلي سيرة مختصرة للقديس جان ماري فيانيه – خوري آرس (1859-1786) قام اعتنى بكتابتها وبنشرها موقع "شريعة المحبة".
* * *
فرنسا في زمن خوري آرس:
وُلد جان ماري في زمن صعب جدّاً بالنسبة للكنيسة الفرنسيّة، فبعد ولادته بثلاث سنوات نشبت الثورة الفرنسية، وفي 12 تمّوز 1790 صوّت المجلس التشريعيّ على "وثيقة الدستور العلمانيّ للإكليروس"، وبموجبه صار الكهنة الفرنسيّين يُعتبرون موظّفين لدى الدولة، يأتمرون بقراراتها ويرفضون أي علاقة بالبابا وبالكنيسة الجامعة. وفي 27 تشرين الثاني 1790 أضافوا تعديلاً أقسى، فرضوا بموجبه على الكهنة أن يقسموا الوفاء للثورة أمام ممثّل رسميّ لسلطة الرعب القائمة آنذاك.
رفضت روما هذا القرار، ورفضه أيضاً مُعظم الكهنة في فرنسا، وكانت النتيجة مأساويّة: قُتل عدد كبير جدّاً من الكهنة، وحصلت مجزرة "الكرمل" في باريس. المجزرة بدأت بإعدام 23 كاهناً رفضوا أن يقسموا الولاء وينفصلوا عن الكنيسة الجامعة، وقد تمّ إعدامهم في دير كان قد تحوّل الى سجن للكهنة، وبدأ الإعدام بصرخة الضابط: "أيّها الشعب، أنت تذبح عدوّك، أنت تقوم بواجبك". وحين أنتهت الفرقة من عملها، صرخ الضابط عينه: "لم يعد لدينا شيء نقوم به هنا، فلنذهب الى الكرمل". وصلت الفرقة الى دير الآباء الكرمليين حيث اجتمع أكثر من 150 كاهناَ لم يقسموا اليمين، ذهبوا كلّهم وركعوا أمام القربان في الكنيسة حين سمعوا الجنود يقتربون. دخل الجنود بالسيوف وبالعصيّ وبالفوؤس، فقتلوا رئيس أساقفة أرل، وأسقف سانت وأسقف بوفيه، ورئيس عام الرهبان البندكتان والكهنة الموجودين معهم. بعدها بدأت الدولة تنفي الكهنة عن أرضها، فصارت ترسلهم في قوارب الى غويانا، وأقفلت المؤسسّات الدينيّة التي لم تتبع قرار الدولة، وأغلقت المدارس الإكليريكيّة.
بين 1786 و 1859، أي فترة حياة خوري آرس، عرفت فرنسا الكثير من التغييرات في نظامها، فتحوّلت من نظام ملكيّ الى نظام ثوريّ فنظام ملكيّ دستوريّ، فجمهوريّة أولى، ثم الى دولة يحكمها قنصل، ثم الى أمبراطوريّة، ثم الى نظام ملكيّ من جديد (ما يعرف بنظام تمّوز الملكيّ)، فإلى أمبراطوريّة ثانية... لقد شهد خورى آرس ومؤمنيه تقلّبات سياسيّة واجتماعيّة كثيرة، إنّما ما جمع كلّ الأنظمة التي توالت، كان العداء للكنيسة وللديانة الكاثوليكيّة، ممّا أدّى الى حالة من الفتور ومن الإلحاد. لم يكن حال فرنسا دينيّاً أحسن منه اليوم، بل كان أسوأ بكثير. العديد من المدارس الخاصّة التي يديرها رهبان أو راهبات أٌقفلت، إغلقت الإكليريكيّات، نفي الأساقفة والكهنة، قتل الرهبان والراهبات. والمسيحيّون المؤمنين فكانوا بغالبيّهم القصوى ينمون على منطق "فتّش عن الله دون الكنيسة"، ينمون دون كهنة، دون أسرار، دون تعليم مسيحيّ: لقد كان الإيمان يُعدم بشكل تدريجيّ.
طفولة جان ماري فيانّيه:
قضى جان ماري فيانّيه هذه السنوات العصيبة في قريته، في داردييّ الصغيرة حيث وُلد، ثمّ في آرس حيث كان الراعي. في جوّ سياسّي محوم، وفي انقسامات سياسيّة عنيفة، لم توفّر حتى المناطق النائية. نشأ في بيت مؤمن، ولم يكن والداه يتردّدان في استقبال الكهنة الهاربين. ودرس جان ماري الكهنوتيّ الأوّل جاء من حديث سمعه، كان يدور بين والدته وبين كاهن أدّى يمين الولاء خوفاّ من الموت، فكان يسمع والدته تؤنّب الكاهن لعدم وفائه للبابا ولأوّلية الحقيقة في حياته، حتى قال لها الكاهن الضيف: "أنت على حقّ سيّدتي، فالكرمة أهمّ من الأغصان".
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى